
دعا وزير الثقافة، والسياحة، والآثار الدكتور حسن ناظم إلى إستحداث مؤتمر للعلوم الإجتماعية باسم العلامة علي الوردي.
جاء ذلك في ندوة أقامتها الوزارة ببغداد بمناسبة مرور ربع قرن على رحيل أبرز علماء الإجتماع في العالم العربي الثلاثاء ٢٠٢٠/٧/٢١ م. شارك فيها عدد من الباحثين منهم الدكتور علي حاكم.، والدكتور حيدر سعيد ، والباحث زهير الجزائري.
وجاء في مداخلة الدكتور علي حاكم : إنَّ الفكرة الرئيسية هي انه لا يوجد مصدر مرجعي ولا إحالات مرجعية للباحثين فيما يتعلق بالعراق.
وأضاف :نحتاج الى موسوعة لتكون مصدر اً مرجعياً في كل ما يتعلق بالعراق تفيد الباحثين في الجامعات أولاً.
وثانيا إنَّ الموسوعة يمكن تحضيرها بشكل عملي على أن يتولى إعدادها أناسٌ مختصون.
فيما قال الدكتور حيدر سعيد : أن هناك مجموعة افكار لتوسيع المعرفة في العراق منها أن تطبع الكتب ، والمجلات على وفق عملٍ منظمٍ ، وهناك اعمالٌ لم تترجم ، وأن فكرة دائرة المعارف فكرة مهمة جداً ، وكانت هناك محاولات لكتابة عملٍ موسوعي عن حضارات العراق .
ورأى أنه مع ان يكون هناك عملٌ يستوفي كل الشروط المطلوبة
وتساءل : هل يمكن أن تكون عندنا دائرة معارف عراقية تطبع نتاجاتها ورقياً ، وأكد أن المهم هو أن من يأتي بعدنا يستمر في هذا المشروع
الدكتور علي المعموري بدوره تحدث عن امكانية الاستفادة من دراسة بعض التجارب لدول اخرى معروفة بتجارب اكاديمية مستقلة . كالتجربة الايرانية ( ايرانيكا) التي تغطي الصورة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتمول المصادر مع ترجمة لمواد التاريخ والفلسفة وأضاف أن الحاجة حاليا في العراق لمصدر تمويل اجتماعي وعلمي يساعد الاكاديميين والباحثين او الاعلاميين
والعمل على ترجمة بعض المواد المنشورة الى العربية لتناولها تاريخ العراق وعلمه الاجتماعي
كما يجب ان تكون ادارة هذا المشروع مستقلة وان تكون وزارة الثقافة مساهمة بالعمل في هذا المشروع وفي حال انسحاب الجهد الحكومي فانه لايؤثر على العمل في المستقبل.
وأشار إلى ان ادارة عمل المشروع تتكون من مجموعات مستقلة بعدة اختصاصات لتكريس عمل للخروج بمجلد مستقل، وتكون التعليمات الاكاديمية هي اساس بناء الموسوعات بشكل كامل.
أما الباحث زهير الجزائري فقال في مداخلته :بالنسبة الى مجتمع منقسم وفيه متغيراتٌ سياسيةٌ ففي رأيي هو مشروع طويل، والمفروض ان تعمل فيه الأكاديميات، ويجب ان تكون لدينا قائمةٌ عن الجهات التي تعمل في هذا الموضوع، فالمشروع مهم ولا نستعجل فيه ، وأن اغلب المعلومات التي نبحث عنها ونعمل عليها عراقيا و هذا مهم ، كذلك ضرورة أن يكون لدينا إرشيفٌ فوتغرافي.
وأضاف : إنَّ كل موسوعةٍ عن العراق تحتاج الى تسويات ، وتنازلات ؛ لأنَّ العراق لكي تكتب موسوعةً عن تاريخه فكأنَّ الكاتب يمشي في حقل الغام ، وأتمنى ان تخرج هذه الموسوعة عن الوزراة ، والإطار الحكومي.
وتساءل الجزائري : هل المقصود أن كل تاريخ العراق يجب أن يُكتب ؟ وإذا كان هكذا فلا بدَّ من التأني.
وطرح السيد الوزير تساؤلاً : هل ينجو هذا المشروع من مأزق الأدلجة؟ وهل يُقدم العراقَ باحثون غير مؤدلجين ؟
وقال : أنا أميل إلى أن لا يرتهن هذا المشروع بالوزارة ولا بأي جهةٍ حكوميةٍ ولتكن دعوة هذا الاجتماع الى ذلك ، لأن الجامعة ليست لها خلفيات ايدلوجية.
وقال الدكتور علي حاكم : إنَّ وزرة الثقافة يمكن ان تكون أحد المساهمين في هذه المجموعة ؛ لأنَّ الموسوعات الأكاديمية الرصينة هي غير حكومية. اقتراحي ان تتبنى مؤسسة مستقلة هذا الموضوع.
وأضاف. : إنَّ الموسوعات الرصينة يجب أن يكون لها مداخل ويكتبها متخصصون في الموسوعات الرصينة ، ولا ضرورة للإستكتاب في كل المداخل .
وقال الباحث زهير الجزائري : أدعو الى تحرير المثقف من فكرة الريعية ، وأن تتحول الوزارة الى جزءٍ من النشاط المدني فضلاً عن دعم دور النشر ، والوزارة معنيةٌ بوضع البنى الأساسية للثقافة كالمسارح ، ودور السينما وإذا بدأنا بالموسوعة فإن الوزارة تسهم في تطوير الواقع .
وقال السيد الوزير: نحن جميعا نسعى الى تطوير الثقافة العراقية ، ولدينا أملٌ في ان تتخلى الحكومة عن صنع الثقافة بالطريقة التي تتم بها الآن ، وهناك دور نشر اهلية تصدر كتباً اهم من إصدارات دار الشوؤن الثقافية .
وجاء في مداخلة الدكتور حيدر سعيد :انا برأيي نحن بحاجة الى الدولة الرشيدة وليست المستبدة فالدولة لعبت ادواراً تنويرية كما في الثقافة السورية والمصرية، وأضاف :أنا لست في أن تتخلى الدولة عن مسؤولياتها ففي النهاية تظل الدولة الناظم الأساسي لحياتنا الثقافية ، لكن أنا مع رأي من يقول أنه في فترة التاسيس يجب ان تكون وزارة الثقافة موجودة. وأضاف :
يحدث احيانا انه كلما تأتي وزارة جديدة تبدأ من جديد، وأقترح ان يكون هناك مجلس أمناء وأنا مع استكتاب العشرات والمئات في هذا المجال وأؤكد ثانيةً أن تكون وزارة الثقافة موجودة في فترة التأسيس.
قال السيد الوزير : إنَّ ما طرح وضعنا أمام خيارين الآن : فلدينا طرحان : ان تكون الوزراة طرفاً رئيساً في التأسيس.
الموضوع الثاني استحداث مؤتمر باسم الوردي ، مضيفاً أن الفكرة في كلا الإتجاهين ولا نميل إلى الحسم الآن.
وقال الدكتور علي حاكم :هناك مقترح ان تقوم الوزراة باقامة مؤتمر عن علي الوردي، وانا كتبتُ عن الموضوع بالتنسيق مع الباحث حيدر سعيد ، والفكرة الأساسية هي إقامة مؤتمرٍ يشارك فيه مفكرون عرب وأجانب، ولا يقتصر على الدكتور علي الوردي وانما يبحث في نهضة العلوم الانسانية في العراق ، وهناك مجموعة حقول معرفية تجمعها مجموعة خصائص لاستنهاض هوية وطنية عراقية .
Leave a Reply