
الدّين الإسلامي الذي جاء خاتمةً للرسالات السماوية، يرتكز في حقيقته على عناصر ثلاثة أساسيّة، تتمثل أوّلاً في العقيدة التي تركّز علاقة الإنسان بالله عبر التوحيد، وبالكون عبر اكتشاف مظاهر رحمة الله وعظمته، بما يدفعه إلى تثبيت هذا التّوحيد في نفسه.
وثانياً، عبر منظومة الشَّريعة التي تعمل على تنظيم علاقة الإنسان بالإنسان وترتيبها، على مستوى المعاملات التي تحفظ الحقوق، وتوضح الواجبات، كما تعمل على تكريس علاقة العبد بخالقه، من خلال ذكره وطاعته، إضافةً إلى أنّها تعمل على ترتيب علاقة الإنسان بالطّبيعة من حوله، بما يحفظها ويحميها من كلّ سوء.
وثالثاً، هناك الأخلاق التي تشكِّل الإطار العمليّ الَّذي من خلاله يبرز الإنسان روح الشَّريعة والعقيدة، فيما يطبِّقه من التزاماتٍ ومعاملاتٍ مع الآخر ومع الطّبيعة، فالأخلاق تدفعه إلى السموّ، وتحفِّزه كي يواظب على الشَّريعة السَّمحاء، وكي يلتزمها فكراً وشعوراً وممارسةً.
لقد جاء الدِّين ليستفزَّ وعي الإنسان وعقله ومشاعره، بما يفتح كلَّ مداركه وحواسّه على الله تعالى، وبما يعزّز بالتالي فاعليّته وحضوره في مناحي متعدِّدة، تنعكس خيراّ عليه وعلى بيئته، وفي تعميق علاقاته الانسانيَّة والاجتماعيَّة.
فعلى الإنسان أن يستثمر الدّين من أجل مصلحته في تأكيد إيمانه بالله، وأن يدفع مسيرة حياته نحو كلّ خير وقيمة ومضمون يحترم كرامته ووجوده.
إنَّ المؤمن المخلص هو مَنْ يعي العلاقة والتّرابط بين هذه العناصر، ويعمل على استثمارها في سبيل سموّه ورفعته وكماله، وفي سبيل الانفتاح على الله، بما يؤكِّد أصالته وإيمانه الحقيقيّ الّذي يرتفع به للتّفاعل والتّماهي مع الكمال المطلق.
محمد عبد الله
المصدر: موقع بينات
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي المركز، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها
Leave a Reply