دراسة ألمانيَّة: المسلمون مندمجون جيِّداً في مجتمعاتهم

 

أكّدت دراسة أجراها معهد برتلسمان، أنَّ المسلمين مندمجون في مجتمعاتهم بشكل جيِّد، إلا أنَّه في المقابل، يوجد نوع من الرّفض المجتمعي لهم من قبل الآخرين، وترى الدّراسة أنَّ أسباب الرفض مختلفة، من ضمنها التشويه الإعلامي بحقّهم.

الدراسة أجراها معهد برتلسمان، ومقرّه مدينة غوترسلوه في ألمانيا، وقد أشادت بقدرة المسلمين على الاندماج في المجتمعات الأوروبية، ولا سيّما في ألمانيا، إلا أنها أكّدت أنّ المسلمين يواجهون مشكلة في التقبل من المجتمع الذين يعيشون فيه. وأظهرت الدّراسة أنّ اندماج المهاجرين المسلمين يسجّل “تقدّماً فعليّاً” في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وسويسرا والنّمسا، رغم العقبات التي تقف أمامهم فيما يخصّ التعليم والعمل.

مدير قسم الدّراسات في معهد برتلسمان، شتيفان فوبل، أكَّد في حوارٍ مع DW عربيّة، أنّ الاندماج بدأ في الغالب مع الجيل الثاني من المهاجرين المسلمين، وقال إنَّ الدّراسة شملت ألف شخص كعيّنة تمثيليّة للسكّان، إضافةً إلى 500 آخرين يقولون إنهم مسلمون من الدّول المذكورة. وأكّد فوبل أنّ العيّنة شملت أيضاً لاجئين وأجانب يعيشون في ألمانيا ودول أوروبيَّة أخرى، إلا أنّه لم يأخذ في الاعتبار الأجانب واللاجئين الّذين قدموا إلى أوروبّا بعد العام 2011.

وتوضح الدِّراسة أنَّ 67 % من أبناء المهاجرين المسلمين يكملون دراستهم بعد الشّهادة الثانويّة (17 عاماً)، وأنّ غالبيّتهم “يرتبط” بالبلد الّذي استقبلهم (96% في فرنسا وألمانيا)، رغم استمرار التّعبير بقوّة عن رفض المهاجرين في بعض الدّول.

وعن أسباب الرّفض المجتمعي للمسلمين، قال الخبير في معهد برتلسمان فوبل: “الملفت للنّظر، أن الرّفض للمسلمين لا يأتي من قبل الأشخاص الذين يرون أنفسهم يتبعون التّعاليم المسيحية والكنسية، بل هم في الغالب من الذين يرون أنفسهم علمانيّين، ولا يتبعون أيّ دين”. وأوضح: “يظهر هنا أنّه ليس صراعاً دينيّاً، كما يروّج له البعض، فالمدنيّون المسيحيّون لديهم ترحيب كبير باللاجئين، أكثر من الذين يعرفون أنفسهم بأنهم لا يتبعون أيّ دين”. وتابع: “في ألمانيا، يلعب التّوزيع الجغرافي دوراً أيضاً، فالرّفض في الولايات الشرقية أكبر منه بكثير في غرب ألمانيا”.

ويعترف الخبير الألماني أنَّ هناك أيضاً نوعاً من التشويه الإعلامي بحقِّ المسلمين، إلا أنّ ما يسمّى “الإرهاب الإسلاموي”، لعب دوراً أيضاً في الخوف من الآخر، بحسب قوله.

من جهته، أكّد الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، عبدالصمد اليزيدي، في حوار مع DW عربيّة، أنّ الدّراسة أكّدت جملةً وتفصيلاً ما يكرّره المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، بأنّ الفئة الكبيرة جدّاً، والأغلبيّة من أبناء المسلمين في ألمانيا، مندمجون، ويحترمون القانون، وينتمون إلى هذا الوطن ويحبّونه، ويعيشون فيه بشكل فعّال، وبجدّية وبامتياز كبير.

المصدر: موقع بينات

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*